ربه فتاب عليه وهدى " وقال عز وجل: " ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ".
35 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال عليه السلام: فلما أسكن الله عز وجل آدم وزوجته الجنة قال لهما " كلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة " يعني شجرة الحنطة " فتكونا من الظالمين " فنظر إلى منزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام بعدهم فوجداها أشرف منازل أهل الجنة، فقالا: ربنا لمن هذه المنزلة؟ فقال الله جل جلاله: ارفعا رؤسكما إلى ساق العرش، فرفعا رؤسهما فوجدا أسماء محمد وعلي و فاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الله الجبار جل جلاله فقالا: يا ربنا ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك وما أحبهم إليك وما أشرفهم لديك، فقال الله جل جلاله: لولاهم ما خلقتكما هؤلاء خزنة علمي وأمنائي على سري، إياكما ان تنظرا إليهم بعين الحسد وتمنيا منزلتهم عندي ومحلهم من كرامتي، فتدخلان بذلك في نهيي وعصياني فتكونا من الظالمين، قالا: ربنا ومن الظالمون؟
قال: المدعون لمنزلتهم بغير حق، قالا: ربنا فأرنا منزلة ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك، فأمر الله تعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال والعذاب، وقال عز وجل: مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها كلما أرادوا أو يخرجوا منها أعيدوا فيها، وكلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذيقوا العذاب، يا آدم ويا حواء لا تنظرا إلى أنواري وحججي بعين الحسد فأهبطكما عن جواري، وأحل بكما هواني فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وورى عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور وحملهما على تمني منزلتهم فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتى اكلا من شجرة الحنطة فعاد مكان ما اكلا شعيرا، فأصل الحنطة كلها مما لم يأكلاه، وأصل الشعير كله مما عاد مكان ما أكلاه، فلما أكلا من الشجرة