وحاصل ما في هذا الحديث أن بعضهم عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام عن خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم به مرفوعا.
وهم شعبة وهشيم وروح بن القاسم، فأبو سلام هنا روى عمن رفعه، وخالفهم مسعر فجعله عن أبي عقيل عن سابق عن أبي سلام به مرفوعا، فأبو سلام هنا هو الذي رفعه، والصواب قول شعبة والجماعة وهو ما صححه الحفاظ: المزي والعلائي في جامع التحصيل (ص 385)، وابن حجر في الإصابة (4 / 93)، والبوصيري في مصباح الزجاجة (4 / 150).
ومن هنا يظهر خطأ ابن عدي رحمه الله تعالى ومن اعتمد عليه في إيراد هذا الحديث على أنه مما أنكر على شبيب وخطأ ابن عدي من وجهين:
الأول: الاختلاف من طبقة شيوخ شبيب فلا مدخل لشبيب فيه.
الثاني: أن شبيب بن سعيد سلك المسلك الصواب فيه كما ترى والله أعلم.
وأما الحديث الثاني: فهو ما رواه شبيب عن روح بن القاسم عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إذا دخلت المسجد...) الحديث.
ورواه عبد العزيز الداروردي، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية، وقيس بن الربيع، وليث بن أبي سليم عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة عن فاطمة الكبرى عليها السلام.
وإذا كان شبيب قد انفرد عن روح وروى الحديث معضلا، فالقول قول الجماعة، ولكن الخطب هنا سهل، وهو ما يحدث لكثير من