حديثه نكرة.
قلت: كلام الألباني فيه نظر يظهر في الوجهين الآتيين:
الأول: عبارتي ابن يونس وابن عدي لا تدلان على الجرح، قال ابن دقيق العيد في (شرح الالمام) كما في (نصب الراية) (1 / 179)، (وفتح المغيث) (1 / 347): قولهم روى مناكير لا تقتضي بمجرده ترك روايته حتى تكثر المناكير في روايته وينتهي أن يقال فيه منكر الحديث، لأن منكر الحديث وصف في الرجل يستحق به الترك لحديثه. ا ه.
الثاني: قولهم: (روى المناكير)، أو (رويت عنه مناكير) ليست أيضا من الجرح في شئ، فقد تكون تلك المنكرات من شيوخه أو من الرواة عنه وهو روى شيئا تحمله فقط.
قال الحاكم للدارقطني (السؤالات ص 217 - 218): سليمان ابن بنت شرحبيل، قال: ثقة، قلت: أليس عنده مناكير، قال:
يحدث بها عن قوم ضعفاء. ا ه.
فما كل من روى المناكير ضعيف عندهم.
وعندما ترجم ابن عدي لروح بن صلاح في كامله (3 / 1005 - 1006) روى عنه حديثين الآفة والحمل فيهما من الراوي عن (روح بن صلاح)، وعادة ابن عدي في كامله - كما يقول الحافظ في مقدمة الفتح (ص 429): أن يخرج الأحاديث التي أنكرت على الثقة أو على غير الثقة فلو وجد ابن عدي شيئا أنكر على روح بن صلاح لأتى به في ترجمته ولكنه خرج ما حدث به وكان منكرا،