لكن هذا الطريق إذا ضم لسابقه استفاد الحديث قوة، فإن قال قائل : إنه مشبه بالحسن يكون قد أصاب، وكم احتج الأئمة الفقهاء بأقل من هذا وبمثله في الأحكام، بل هذا بمفرده يثبت مشروعية الزيارة.
وابن عبد الهادي لم يذكر الطريق الثاني عن أنس، وكأنه لم يقف عليه، ولذا كان كلامه مقصورا على الطريق الأول فقط.
ولو وقف عليه ابن عبد الهادي لشنع عليه وصب تشنيعه على الراوي المبهم كما هي طريقته لأنه يأبى أن يصح حديث في الباب.
والله المستعان.
20 - حديث: " من أتى المدينة زائرا لي وجبت له شفاعتي يوم القيامة، ومن مات في أحد الحرمين بعث آمنا ".
أخرجه يحيى بن الحسن بن جعفر في أخبار المدينة كما في " شفاء السقام " (ص 40).
ثنا محمد بن يعقوب، ثنا عبد الله بن وهب، عن رجل عن بكر ابن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أتى المدينة زائرا لي وجبت له شفاعتي يوم القيامة، ومن مات في أحد الحرمين بعث آمنا ".
محمد بن يعقوب هو الأسدي الزبيري المدني أبو عمر.
قال عنه أبو حاتم والنسائي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مستقيم الحديث (التهذيب: 9 / 533).
وقال الحافظ في التقريب (ص 514): صدوق.
وعبد الله بن وهب هو الثقة الحافظ الفقيه.