وكلام الحافظ الذهبي جيد دل على براعة والواقع يؤيده، فإذا كان الرجل قد اختلط، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر - كما صرح بذلك الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث - فيكون قد أمسك عن التحديث وبعد فمن يتخلف عن مثل عارم الثقة فلا تلتفت إليه، وقد:
خلق الله للحروب رجالا ورجالا لقصعة وثريد والله أعلم.
وإذ قد تبين لك أن ما رواه الدارمي عن أبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي مقبول لا مراء فيه.
فإن تعجب فعجب من صنيع الألباني الذي نقل في كتابه " التوسل " (ص 128)، ذكر ابن الصلاح لأبي النعمان في المختلطين، ثم لم ينقل من كلام ابن الصلاح ما يدحض شبهته وهي قول ابن الصلاح - وقد تقدم ذكره - ما رواه البخاري ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهما من الحفاظ ينبغي أن يكون مأخوذا عنه قبل اختلاطه. ا ه والدارمي من كبار الحفاظ وهو من شيوخ البخاري والذهلي.
وأكثر من هذا أنه - أي الألباني - قال في حاشية كتابه المذكور (ص 129):
وتغافل عن هذه العلة - أي اختلاط أبي النعمان - الشيخ الغماري في " المصباح " (ص 43). ا ه والصواب رد كلام الألباني عليه وما أحسن قول القائل:
وكم عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم