ينبغي أن نتأمل أقوال المزكين ومخارجها، فقد يقولون: فلان ثقة أو ضعيف، ولا يريدون به أنه ممن يحتج بحديثه ولا ممن يرد، له إنما ذلك بالنسبة لمن قرن معه على وفق ما وجه إلى القائل من السؤال كان يسأل عن الفاضل المتوسط في حديثه ويقرن بالضعفاء، فيقال ما تقول في فلان وفلان؟ فيقول: فلان ثقة يريد أنه ليس من نمط من قرن به، فإذا سئل عنه بمفرده بين حاله في المتوسط. وأمثلة ذلك كثيرة لا نطيل بها. ا ه.
ومنه يعلم أن تليين أحمد للعمري - في رواية عبد الله - بالنسبة لأخيه عبيد الله الحافظ الثقة.
ويؤيد ذلك ما سيأتي عن ابن عدي إن شاء الله تعالى.
* * * فصل ونقل ابن عبد الهادي عن يحيى بن معين قولين:
الأول: تضعيفه، والثاني: قوله صويلح، فلم يستوف ما قاله ابن معين في الرجل.
فقد روى ابن أبي مريم عن يحيى بن معين أنه قال: ليس به بأس يكتب حديثه. ا ه.
ومن المعلوم أن قول ابن معين في الرجل ليس به بأس معناه أنه ثقة.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت لابن معين كيف حاله في نافع؟ قال: صالح ثقة (الكامل: 4 / 1459).