السابع على معنيين: يكون اسما للواحد من السبعة، واسم فاعل من سبعت القوم إذا كانوا ستة، فأتممتهم بك سبعة. فالأول يضاف إلى العدد الذي منه اسمه، فيقال: سابع سبعة إضافة محضة بمعنى أحد سبعة ومثله في القرآن (ثاني اثنين)، وثالث ثلاثة. والثاني يضاف إلى العدد الذي دونه فيقال: سابع ستة إضافة غيره من أسماء الفاعلين، كضارب زيد، والمعنى سابع ستة.
بشر الحجاج دخل عليه سيابة بن عاصم السلمي، فقال: من أي البلدان أنت؟ قال: من حوران قال: هل كان وراءك من غيث؟ قال: نعم أصلح الله الأمير قال: انعت لنا كيف كان المطر وتبشيره؟ قال: أصابتني سحابة بحوران، فوقع قطر كبار وقطر صغار، فكأن الصغار لحمة للكبار، ووقع بسيطا متداركا، وهو السح الذي سمعت به واد سائل، وواد نادح، وأرض مقبلة، وارض مدبرة، وأصابتني سحابة بالقريتين فلبدت الدماث، وأسألت العزاز، وصدعت عن الكمأة أماكنها، وجئتك في مثل جار الضبع.
وروي: فبلدت الدماث، ودحضت التلاع، وملأت الحفر، وجئتك في ماء يجر الضبع، ويستخرجها من وجارها فقاءت الأرض بعد الري، وامتلأت الإخاذ وأفعمت الأودية.
ثم دخل عليه رجل من أهل اليمامة، فقال: هل كان وراءك من غيث؟ فقال نعم، كانت سماء ولم أرها، وسمعت الرواد تدعو في ريادتها فسمعت قائلا يقول: أظعنكم إلى محلة تطفأ فيها النيران، وتشتكي في النساء، وتنافس فيها المعزى.
فلم يفهم الحجاج ما قال، فاعتل عليه بأهل الشام، فقال ويحك إنما تحدث أهل الشام فأفهمهم. فقال: أما طفء النيران، فإنه: أخصب الناس فكثر السمن والزبد واللبن فلم يحتج إلى نار يخبزه بها. وأما تشكى النساء فإن المرأة تربق بهمها وتمخض لبنها فتبيت ولها أنين وأما تنافس المعزى فإنها ترى من ورق الشجر وزهرة النبات ما يشبع بطونها ولا يشبع عيونها فتبيت ولها كظة من الشبع وتشتر فتتنزل الدرة ثم دخل رجل من بني أسد ن فقال له: هل كان وراءك من غيث؟ قال؟ أغبر البلاد، وأكل ما أشرف من الجنة فاستقينا انه عام سنة. فقال: بئس المخبر أنت!