والمصري بكسر الميم وسكون الصاد، في آخرها راء، نسبة إلى مصر، وسميت بها، لأنها بناها، المصر بن نوح ونسب إليها كثير من العلماء، ولها تاريخ في أهلها والواردين عليها.
والطحاوي: بفتح الطاء والحاء المهملتين، وبعد الألف واو، نسبة إلى (طحا) قرية بأسفل ارض مصر، ينسب إليها جماعة.
منهم، أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الحجري الطحاوي صاحب (شرح معاني الآثار) كان إماما فقيها من الحنفيين، ولد سنة تسع وعشرين ومئتين، ومات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، صحب خاله المزني، وتفقه عليه ثم ترك مذهبه وصار حنفي المذهب وكان إماما ثقة عاقلا، لم يخلف مثله، كذا ذكره السمعاني وغيره، كان مرجعا لعلم الحديث، ووعاء لعلوم الدين، ذكره السيوطي في حفاظ الحديث.
قال (وكان ثقة ثبتا فقيها لم يخلف بعده مثله، انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر) انتهى.
برع في الفقه والحديث، وصنف التصانيف البديعة، والكتب المفيدة.
قال الشيخ أبو إسحاق: (انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر).
وقال غيره: كان شافعي المذهب، يقرا على المزني، فقال له يوما (والله لا جاء منك شئ) فغضب أبو جعفر من ذلك، وانتقل إلى ابن أبي عمران فلما صنف مختصره، قال: (رحم الله أبا إبراهيم (يعنى المزني) لو كان حيا، لكفر عن يمينه).
وذكر أبو يعلى الخليلي في كتاب (الارشاد) في ترجمة المزني: ان الطحاوي ابن أخت المزني، وان محمد بن أحمد الشروطي قال للطحاوي: (لم خالفت مذهب خالك) قال: لأنه كان يديم النظر في كتب الامام أبي حنيفة)، كذا في (مرآة الجنان) و (وتاريخ ابن خلكان).
قال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) وكان رحمه الله، ثقة ثبتا فقيها عالما ولم يخلف مثله.
قال أبو إسحاق الشيرازي في الطبقات: انتهت إلى أبى جعفر رياسة أصحاب أبي حنيفة بمصر) إلى آخر ما أوردناه عن اليافعي.
قال العلامة الكفوي في الطبقات - بعدما عده من أهل الطبقة الثانية - من أصحابنا (هو الشيخ الامام، جليل القدر، مشهور في الآفاق، ذكره الجميل مملوء في بطون الأوراق) إلى أن قال: وتفقه في مذهب أبي حنيفة وصار إماما، اخذ الفقه عن أبي جعفر أحمد بن أبي عمران عن محمد بن سماعة عن أبي يوسف عن أبي حنيفة ثم خرج إلى الشام، فلقى بها أبا حازم عبد الحميد، قاضى القضاة بالشام، واخذ عن أبي حازم، عن عيسى بن أبان، عن محمد ابن الحسن، عن أبي حنيفة.
وكان رحمه الله إماما في الأحاديث والاخبار، سمع الحديث من خلق كثير، من المصريين والغرباء القادمين إلى مصر، منهم سليمان بن شعيب الكيساني، وأبو موسى يونس بن عبد الأعلى الصدفي.
وتفقه عليه الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن منصور الدامغاني، والشيخ الإمام أبو طالب سعيد بن محمد البردعي، وابنه أبو الحسن علي بن أحمد الطحاوي انتهى.