حدثنا نصر بن مرزوق وابن أبي داود قال ثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث بن سعد قال ثنا عقيل بن خالد ثم ذكر مثله بإسناده حدثنا ربيع الجيزي قال ثنا سعيد بن عفير قال ثنا يحيى بن أيوب قال ثنا عقيل عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يمشى أمام الجنازة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمشى بين يدي الجنازة وأبو بكر وعمر وعثمان وكذلك السنة في اتباع الجنازة حدثنا ابن مرزوق قال ثنا القعنبي قال ثنا مالك ح وحدثنا يونس قال أنا ابن وهب أن مالكا أخبره عن ابن شهاب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى أمام الجنازة وابن عمر رضي الله عنهما والخلفاء هلم جرا إلى يومنا هذا قال أبو جعفر فذهب قوم إلى أن المشي أمام الجنازة أفضل من المشي خلفها واحتجوا في ذلك بهذه الآثار وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا المشي خلفها أفضل من المشي أمامها وكان من الحجة لهم على أهل المقالة الأولى أن حديث بن عيينة الذي ذكرناه في أول هذا الباب قد رواه عن الزهري عن سالم عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما يمشون أمام الجنازة فصار في ذلك خبرا من بن عمر رضي الله عنهما عما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم يفعلونه في ذلك وقد يجوز أن يكونوا كانوا يفعلون شيئا وغيره عندهم أفضل منه للتوسعة كما قد توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة مرة والوضوء اثنتين اثنتين أفضل منه والوضوء ثلاثا ثلاثا أفضل من ذلك كله ولكنه فعل ما فعل من ذلك للتوسعة ثم قد خالف بن عيينة في إسناد هذا الحديث كل أصحاب الزهري غيره فرواه مالك عن الزهري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى أمام الجنازة فقطعه ثم رواه عقيل ويونس عن ابن شهاب عن سالم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر عثمان يمشون أمام الجنازة هذا معناه وإن لم يكن لفظه كذلك لان أصل حديثه إنما هو عن سالم قال كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يمشى أمام الجنازة وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فصار هذا الكلام كله في هذا الحديث إنما هو من سالم لا من بن عمر رضي الله عنهما فصار حديثا منقطعا وفي حديث يحيى بن أيوب عن عقيل وكذلك السنة في اتباع الجنازة زيادة على ما في حديث الليث وسلامة عن عقيل فكذلك أيضا لا حجة فيه لأنه إنما هو من كلام سالم أو من كلام الزهري
(٤٨٠)