وقد يحتمل أن يكون ذلك من رأيه فإن كان ذلك من رأيه فقد خالفه في ذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه لأنه كان يختم القرآن في ركعة وسنذكر ذلك في آخر هذا الباب إن شاء الله تعالى وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في ركعة من صلاة الصبح ببعض سورة حدثنا بذلك بن مرزوق قال ثنا عثمان بن عمر قال أنا ابن جريج ح وحدثنا يونس قال أنا ابن وهب قال أخبرني بن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر عن أبي سلمة ابن سفيان عن عبد الله بن السائب قال حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة الفتح صلاة الصبح فافتتح سورة المؤمن فلما أتى على ذكر موسى وعيسى أو موسى وهارون صلى الله عليهم أخذته سعلة فركع فإن قال قائل إنما فعل ذلك للسعلة التي عرضت له قيل له فقد روى عنه انه كان يقرأ في ركعتي الفجر بآيتين من القرآن قد ذكرنا ذلك في باب القراءة في ركعتي الفجر وقد حدثنا أبو بكرة قال ثنا مؤمل قال ثنا سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر عن رجل هو قدامة بن عبد الرحمن أو بن عبد الله عن جسرة بنت دجاجة قالت سمعت أبا ذر قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ آية من كتاب الله بها يركع وبها يسجد وبها يدعو حدثنا عبد العزيز بن معاوية العتابي قال ثنا أبو الوليد قال ثنا يحيى بن سعيد القطان عن قدامة بن عبد الله عن جسرة بنت دجاجة عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بآية حتى أصبح إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم حدثنا عبد الله بن محمد بن خشيش قال ثنا أبو الوليد قال حدثني يحيى بن سعيد القطان قال حدثني قدامة بن عبد الرحمن قال حدثتني جسرة بنت دجاجة أنها سمعت أبا ذر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله فهذا دليل على أنه لا بأس بقراءة بعض سورة في ركعة وقد ثبت أنه لا بأس بقراءة السور في الركعة لما قد ذكرنا مما جاء في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أفضل الصلاة طول القيام فذلك ينفي أيضا ما ذكر أبو العالية لأنه يوجب أن الأفضل من الصلوات ما أطيلت القراءة فيه ولا يكون ذلك الا بالجمع بين السور الكثيرة في ركعة وهذا كله قول أبي حنيفة وأبى يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى وقد روى عن ابن عمر خلاف ما روينا عنه في الفصل الأول
(٣٤٧)