وأما قوله لو دعيت إلى ما دعي إليه يوسف لأجبت يعني حين دعى للاطلاق من الحبس بعد الغم الطويل فقال للرسول ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن ولم يخرج من الحبس في وقته يصفه بالأناة والصبر وقال لو كنت مكانه ثم دعيت إلى ما دعي إليه من الخروج إلى الحبس لأجبت ولم أتلبث وهذا أيضا جنس من تواضعه لا أنه كان عليه لو كان مكان يوسف فبادر وخرج أو على يوسف لو خرج من الحبس مع الرسول نقص ولا إثم وإنما أراد أنه لم يكن يستثقل محنة الله عز وجل له فيبادر ويتعجل ولكنه كان صابرا محتسبا قالوا حديث يكذبه العيان قالوا رويتم عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وذكر سنة مائة إنه لا يبقى على ظهرها يومئذ نفس منفوسة قالوا وهذا باطل بين للعيان ونحن طاعنون في سني ثلاثمائة والناس أكثر كانوا قال أبو محمد ونحن نقول إن هذا حديث قد أسقط الرواة منه حرفا إما لأنهم نسوه أو لان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخفاه فلم يسمعوه ونراه بل لا نشك أنه قال لا يبقى على الأرض منكم يومئذ نفس منفوسة يعني ممن حضره في ذلك المجلس أو يعني الصحابة فأسقط الراوي منكم وهذا مثل قول بن مسعود في ليلة الجن ما شهدها أحد منا غيري فأسقط الراوي غيري
(٩٣)