وجاءت الرخصة في المعاريض وقيل إن فيها عن الكذب مندوحة فمن المعاريض قول إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم في امرأته إنها أختي يريد أن المؤمنين إخوة وقوله بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون أراد بل فعله كبيرهم هذا إن كانوا ينطقون فجعل النطق شرطا للفعل وهو لا ينطق ولا يفعل وقوله إني سقيم يريد سأسقم لان من كتب عليه الموت والفناء فلا بد من أن يسقم قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم إنك ميت وإنهم ميتون ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ميتا في وقته ذلك وإنما أراد إنك ستموت وسيموتون فأين كان تطلب المخرج له من وجه من هذه الوجوه وقد نبهه على أن له مخرجا بقوله أشتري ديني بعضب بعض فإن أحببت أن تعلم كيف يكون طلب المخرج خبرناك بأمثال ذلك فمنها أن رجلا من الخوارج لقي رجلا من الروافض فقال له والله لا أفارقك حتى تبرأ من عثمان وعلي أو أقتلك فقال أنا والله من علي ومن عثمان برئ فتخلص منه وإنما أراد أنا من علي يريد أنه يتولاه ومن عثمان برئ فكانت براءته من عثمان وحده ومن ذلك أن رجلا من أصحاب السلطان سأل رجلا كان يتهمه ببغض السلطان والقدح فيه عن السواد الذي يلبسه أصحاب السلطان
(٣٩)