وهذا يبطل من وجهين أحدهما بقول الله عز وجل ولا تزر وازرة وزر أخرى والآخر بقول الله تعالى قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم اليوم القيامة ثم قال تعالى يذكر أحوال المخلوق منذ كان طينا إلى أن يبعثه ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون قالوا ولم يذكر الله تعالى أنه يحييه فيما بين الموت والبعث ولا أنه يعذبه ولا أنه يثيبه حين أجمل ولا حين فصل قال أبو محمد ونحن نقول إن كتاب الله تعالى يأتي بالايجاز والاختصار وبالإشارة والايماء ويأتي بالصفة في موضع ولا يأتي بها فموضع آخر فيستدل على حذفها من أحد المكانين بظهورها في المكان الاخر وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مبين للكتاب ودال على ما أريد فيه فمن المحذوف في كتاب الله عز وجل قوله تعالى فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وظاهر هذا يدل على أن من كان مريضا أو على سفر صام عدة من أيام أخر وإن صام في السفر وعلى حال المرض وإنما أراد فمن كان منكم مريضا أو على سفر فأفطر فعليه عدة من أيام أخر
(٢٢٨)