قال أبو محمد ونحن نقول إن المستحيي ينقطع بالحياء عن المعاصي كما ينقطع بالايمان عنها فكأنه شعبة منه والعرب تقيم الشئ مقام الشئ إذ كان مثله أو شبيها به أو كان سببا له ألا تراهم سموا الركوع والسجود صلاة وأصل الصلاة الدعاء وسموا الدعاء صلاة كما قال الله تعالى وصل عليهم أي ادع لهم وقال تعالى لولا دعاؤكم أي لولا صلاتكم وقال بن عمر إنه كان إذا دعي عليه السلام إلى وليمة فإن كان مفطرا أكل وإن كان صائما صلى أي دعا وأصل الصلاة الدعاء قال الله تعالى وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم أي ادع لهم وقال الله عز وجل إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما أي ادعوا له وما جاء في هذا كثير فلما كان الدعاء يكون في الصلاة سميت الصلاة به وكذلك الزكاة وهي تطهير المال ونماؤه فلما كان النماء يقع بإخراج الصدقة عن المال سمي زكاة ومثل هذا كثير حدثني أبو الخطاب قال نا المعتمر بن سليمان قال سمعت الليث بن أبي سليم يحدث عن واصل بن حيان عن أبي وائل عن بن مسعود قال كان آخر ما حفظ من كلام النبوة إذا لم تستحي فاصنع ما شئت يراد به أنه من لم يستحي وكان فاسقا ركب كل فاحشة وقارف كل قبيح لأنه لا يحجزه عن ذلك دين ولا حياء
(٢٢١)