يريد أن يتعجل من الرؤية ما أجله الله تعالى له ولأمثاله من أوليائه فقال لن تراني ولذلك يقول قوم إن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يره إلا في المنام وعند تغشي الوحي له وأن الاسراء ليلة الاسراء كان بروحه دون جسمه إلا تسمع إلى قول الله عز وجل وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن يعني بالرؤيا ما رآه ليلة أسري به فأخبر بذلك فارتد به قوم وقالوا كيف يذهب إلى بيت المقدس ثم يصعد إلى السماء ثم يهبط إلى الأرض في ليلة وتوهموا أنه ادعى الاسراء بجسمه وكان أبو بكر رضي الله عنه ممن صدق بذلك وحاج فيه فسمي الصديق قالوا وقد قالت إحدى أزواجه في ليلة الاسراء إنا ما فقدنا جسمه وحدثنا أبو الخطاب قال نا مالك بن سعيد قال نا الأعمش قال سمعت الوليد بن العيزار يذكر عن أبي الأحوص في قوله تعالى ولقد رآه بالأفق المبين قال رأى جبريل عليه السلام في صورته وله سبعمائة جناح قالوا ومما يدل على ذلك أيضا حديث رواه عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر أنه رأى ربه في المنام في صورة شاب موفر في خضرة على فراشه فراش من ذهب في رجليه نعلان من ذهب
(٢٠٢)