وقال قوم إن الله تعالى خلق آدم على صورة عنده وهذا لا يجوز لان الله عز وجل لا يخلق شيئا من خلقه على مثال وقال قوم في الحديث لا تقبحوا الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورته يريد أن الله عز وجل خلق آدم على صورة الوجه هذا أيضا بمنزلة التأويل الأول لا فائدة فيه والناس يعلمون أن الله تبارك وتعالى خلق آدم على خلق ولده ووجهه على وجوههم وزاد قوم في الحديث إنه عليه السلام مر برجل يضرب وجه رجل آخر فقال لا تضربه فإن الله تعالى خلق آدم عليه السلام على صورته أي صورة المضروب وفي هذا القول من الخلل ما في الأول ولما وقعت هذه التأويلات المستكرهة وكثر التنازع فيها حمل قوما اللجاج على أن زادوا في الحديث فقالوا روى بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا إن الله عز وجل خلق آدم على صورة الرحمن يريدون أن تكون الهاء في صورته لله عز وجل وأن ذلك يتبين بأن يجعلوا الرحمن مكان الهاء كما تقول إن الرحمن خلق آدم على صورته فركبوا قبيحا من الخطأ وذلك أنه لا يجوز أن نقول إن الله تعالى خلق السماء بمشيئة الرحمن ولا على إرادة الرحمن وإنما يجوز هذا إذا كان الاسم الثاني غير الاسم الأول أو لو كانت الرواية لا تقبحوا الوجه فإنه خلق على صورة الرحمن فكان الرحمن غير الله أو الله غير الرحمن فإن صحت رواية بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تأويل ولا تنازع فيه
(٢٠٥)