رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم صمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى تغيرت وجوه الأنصار وظنوا أنه كان في عبد الله بن رواحة بعض ما يكرهونه قال ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم قال لقد رفعوا إلى في الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة ازورارا عن سريري صاحبيه فقلت بم هذا فقيل لي مضيا وتردد عبد الله بن رواحة بعض التردد ومضى. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن ابن شهاب قال ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا إلى مؤتة وأمر عليهم زيد بن حارثة فان أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب أميرهم فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة أميرهم فانطلقوا حتى لقوا ابن أبي سبرة الغساني بمؤتة وبها جموع من نصارى العرب والروم وبها تنوخ وبهرام فأغلق ابن أبي سبرة دون المسلمين الحصن ثلاثة أيام ثم خرجوا فالتقوا على زرع أخضر فاقتتلوا قتالا شديدا وأخذ اللواء زيد ابن حارثة فقتل ثم أخذه جعفر فقتل ثم أخذه ابن رواحة فقتل ثم اصطلح المسلمون بعد أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم على خالد بن الوليد فهزم الله العدو وأظهر المسلمين وبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الأولى. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن ابن المسيب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم مثلوا لي في الجنة في خيمة من درة كل واحد منهم على سرير فرأيت زيدا وابن رواحة أعناقهما صدودا قال فسألت أو قال لي إنهما حين غشيهما الموت كأنهما أعرضا أو كأنهما صدا بوجوههما وأما جعفر فإنه لم يفعل قال ابن عيينة فذاك حين يقول ابن رواحة:
أقسمت يا نفس لتنزلنه * بطاعة منك أو لتكرهنه فطالما قد كنت مطمئنة قال جعفر ما أطيب ريح الجنة. رواه الطبراني وفيه علي بن زيد وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أنه مرسل. وعن أبي اليسر قال كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه أبو عامر الأشعري فقال بعثتني في كذا وكذا فأتيت مؤتة فلما صف القوم وركب جعفر فرسه ولبس درعه وأخذ اللواء فمشى