الناس عندها وتعبأ (1) المسلمون فجعلوا على ميمنتهم رجلا من بنى عذرة يقال له قطبة بن قتادة وعلى ميسرتهم رجلا من الأنصار يقال له عبادة بن مالك ثم التقى الناس واقتتلوا فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شاط في رماح القوم ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى إذا ألجمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها فقاتل القوم حتى قتل وكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر في الاسلام. رواه الطبراني ورجاله ثقات إلى عروة. وعن عباد بن عبد الله ابن الزبير قال حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بنى مرة بن عوف وكان في تلك الغزاة غزوة مؤتة قال والله لكأني أنظر إلى جعفر بن أبي طالب حين اقتحم عن فرس له شقراء ثم عقرها ثم قاتل القوم حتى قتل فلما قتل جعفر أخذ عبد الله بن رواحة الراية ثم تقدم بها وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه وتردد بعض التردد ثم قال:
أقسمت يا نفسي لتنزلنه * طائعة أو لتكرهنه ما لي أراك تكرهين الجنة * ان أجلب الناس وشدوا الرنه لطالما قد كنت مطمئنه * هل أنت الا نطفة في شنه وقال عبد الله بن رواحة:
يا نفس ان لا تقتلي فموتي * هذا حمام الموت قد صليت وما تمنيت فقد لقيت * ان تفعلي فعلهما هديت ثم نزل فلما نزل أتاه ابن عم له بعظم من لحم فقال اشدد بهذا صلبك فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما قد لقيت فأخذه من يده فانتهش منه نهشة ثم سمع الحطمة في ناحية الناس فقال وأنت في الدنيا ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل فأخذ الراية ثابت بن أقرم أحد بلعجلان وقال يا أيها الناس اصطلحوا على رجل منكم قالوا أنت قال ما أنا بفاعل فاصطلح الناس على خالد بن الوليد فلما أخذ الراية دافع القوم ثم انحاز حتى انصرف فلما أصيبوا قال