والهدف من وضعهم هذه الأحاديث المزورة أن تكون بديلة عن الأحاديث النبوية الصحيحة التي تروي فضائل أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) (1).
وطبقا لهذه الخطة تراهم يصورون الخليفة أبا بكر ذا قدسية وطهارة، وأنه ذو معنوية عالية، وأنه من المطهرين والصالحين، وأنه لما دخل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) والفتيات يعزفن ويطربن أظهر انزجاره وانزعاجه للغناء، ويخاطب ابنته بحدة ورسول الله (صلى الله عليه وآله) حاضر: (أمزمارة الشيطان في بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله))؟ ومع أن النبي نهاه عن ذلك وقال:
دعهن يا أبا بكر وشأنهن، إلا أنه أظهر ورعه وتقواه في الموضوع، حتى قامت عائشة تشير على الفتيات أن يخرجن من البيت (2).
واختلقوا للخليفة عمر بن الخطاب فضيلة بأنه لما دخل المسجد النبوي رأى الحبشة يلعبون ويرقصون، فازدرأ من ذلك، فهوى إلى الأرض وأخذ حصباء ليحصبهم بها فصده النبي (صلى الله عليه وآله) وقال له: دعهم يا عمر (3)!
فعلى هذا أليس يحق لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقول بشأن هؤلاء الذين بلغوا من الورع والقدسية والأيمان والمتانة أعلى مراتبها!!: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين (4)؟
أليس يحق لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقول بشأن الخليفة عمر بن الخطاب كلاما يعزز مقامه ويقدر منزلته ويعظم شخصيته حتى يقدمه على رتبة النبوة والرسالة؟!!: إن الشيطان ليخاف منك يا عمر!! (5)