وهنا يجدر بنا أن ننظر إلى المجتمع الديني كيف واجه القرآن وعترة رسول الله بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)؟ وماذا كان دور المجتمع في قبال أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
تراهم إنهم قد عزلوا أهل البيت (عليهم السلام) عن المجتمع، وفرضوا عليهم الإقامة الجبرية في الدار، وعاملوهم معاملة بحيث لا يمكن أن يحدها قلم وبيان (1)، وعندما فلحوا ونجحوا في مؤامراتهم من إقصاء حماة الدين الواقعيين عن المجتمع استطاعوا بعدها أن يفرقوا بين القرآن والأحاديث التي هي بمثابة تفسير للمفاهيم القرآنية ومن ثم فسروا القرآن وأولوه حسب ما اقتضته أهواؤهم وسياساتهم.
ولما كانت أقوال رسول الله وسيرته التي تسمى بالسنة، سدا منيعا أمام سياسة الخلفاء، وسلاحا قويا بأيدي مخالفي الخلفاء، ولهذا فلم يكن للخلفاء وأعوانهم سبيل سوى تجريد مخالفيهم من هذا السلاح.
فأول عمل بدأ به الخليفة أبو بكر حاول أن يحتكر هذا السلاح في حيازته، فجمع خمسمائة حديث من أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودونها ولكن بعد برهة من الزمان علم أن هذا العمل لم يكن في صالحه لأن حصر هذا الأمر من المستحيلات، ولذلك صمم أن يحرق الأحاديث التي جمعها (2).
ولا شك أن من المستحيلات في ذاك العصر أن يتمكن الخليفة أبو بكر من أن يمنع