إسماعيل أبو الفدا صاحب حماه المتوفي سنة 732 ه، كما في كشف الظنون (ص 401) واسم التاريخ (المختصر في أخبار البشر) فقد خرج في الجزء الأول (ص 122) الأبيات وقال (ذكر وفاة أبي طالب) ثم قال توفي في شوال سنة عشر من النبوة، ولما اشتد مرضه قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عم أقلها أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة (يعني الشهادة) فقال أبو طالب: يا بن أخي لولا مخافة السبة وأن تظن قريش إنما قلتها جزعا من الموت لقلتها (قال): فلما تقارب من أبي طالب الموت جعل يحرك شفتيه فأصغى إليه العباس باذنه وقال: والله يا بن أخي لقد قال الكلمة التي أمرته أن يقولها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحمد لله الذي هداك يا عم، هكذا روي عن ابن عباس ثم قال: ومن شعر أبي طالب مما يدل عل أنه كان مصدقا لرسول الله صلى الله عليه وآله قوله:
ودعوتني وعلمت أنك صادق * ولقد صدقت وكنت ثم أمينا ولقد علمت بأن دين محمد * من خير أديان البرية دينا والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا قال: توفي وكان عمر أبي طالب بضعا وثمانين سنة.
(قال المؤلف) لو كان للابيات بقية لذكرها الملك المؤيد أبو الفداء فعدم ذكره البيت الخامس أو الأخير دليل على أن البيت من زيادة الأعداء ومن تأمل في البيت الأخير وكان من أهل البصيرة بالشعر والأدب عرف أن البيت الأخير يختلف مع الأبيات المتقدمة في أسلوبه الشعري، وليس فيه لطافة كما في الأبيات الثلاثة المتقدمة، واختلاف النقل في البيت دليل آخر على أنها موضوعة منسوبة إليه، وليست من أشعاره عليه السلام وقد صرح بان البيت الرابع أو الخامس من زيادة المحرفين المفسر المعروف