المبالغة في المحافظة على حمايته النبي صلى الله عليه وآله ونصرته لعلمه بأنه إذا نطق بذلك وعلموا أنه اتبع النبي صلى الله عليه وآله لم يعتدوا بحمايته وجاهه عندهم، بل يخفرون ذمته، وينتهكون حرمته ويبالغون في إيذاء النبي صلى الله عليه وآله وقد كان أبو طالب حريصا على أن يكون أمر النبي صلى الله عليه وآله في دعوته الخلق إلى الله تعالى باقيا بعد موته، فلذلك كان محافظا علي بقاء حرمته في قلوب فريش، فلو نطق بالشهادتين وعلموا ذلك منه فإنه يفوت غرضه، من كمال النصرة والحماية.
(قال المؤلف) ولأجل رعاية هذه النظرية لم ينطق بالشهادتين كما ذكرنا سابقا في حضور المشركين، ولما ولوا وبقي أبو طالب عليه السلام وحده مع أخيه العباس وأولاده، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم تكلم عليه السلام ونطق بالشهادتين حتى سمع ذلك منه أخوه العباس رضي الله عنه وأخبر النبي صلى الله عليه وآله بذلك، وقال العباس: والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها وهي الشهادتان:
(قال المؤلف) ومما يدل عليه أن أبا طالب عليه السلام إنما امتنع من التكلم بالشهادتين تقية من الذين كانوا حضورا عنده ما أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية (ج 3 ص 124 وخرجه غيره أيضا.
(قال): روى البخاري وقال: حدثنا محمود، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا:
معمر عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبيه أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وآله وعنده أبو جهل فقال: أي عم قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب