وتعترفوا بين أبياتكم * صدور العوالي وخيلا عصب إذ الخيل تمرغ في جريها * بسير العنيق وحث الخبب (1) تراهن ما بين ضافي السبب * قصير الحزام طويل اللبب (2) وجرداء كالظبي سمحوجة * طواها النقائع بعد الحلب (3) عليها رجال بني هاشم * هم الأنجبون مع المنتجب (قال المؤلف) فهذه تسعة عشر بيتا، خرج ابن أبي الحديد الشافعي منها سبعة أبيات وترك البقية للاختصار أو لأمر آخر، وهو الذي صار سببا في توقفه في ايمان من يعلن في شعره ونثره بقوة إيمانه، ومن تأمل في أحوال أبي طالب عليه السلام وفيما قام به في نصرة سيد المرسلين عرف حق اليقين بأنه عليه السلام من المؤمنين المتقين عليه وعلى آله أفضل التحية والصلاة والسلام.
وصفة القرآن العظيم بصفة عجيب، لها نظيرها في القرآن ذاته وذلك في حكايته عن مؤمني الجن (انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به) سورة الجن (72) آية 1.
(قال المؤلف) إن أبا طالب عليه السلام كان ينصر ابن أخيه صلى الله عليه وآله وكان ينصر من ينصره، وكل من اعتنق ما جاء به من الشريعة الاسلامية السهلة السمحة، ومن جملة من قام بنصرته أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي، فإنه عليه الرحمة لما آذوه