(أي قوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم) وذب عمه أبو طالب عنه جاؤوا إليه وقالوا جئناك بفتى قريش جمالا وجودا وشهامة. عمارة بن الوليد تدفعه إليك يكون نصره وميراثه لك وندفع مع ذلك من عندنا مالا. وتدفع إلينا ابن أخيك الذي فرق جماعتنا وسفه أحلامنا فنقتله، فقال: والله ما أنصفتموني أتعطونني ابنكم أغذوه لكم وتأخذون ابني تقتلونه؟ هذا والله ما لا يكون أبدا، أتعلمون أن الناقة إذا فقدت ولدها لا تحن إلى غيره؟ ثم نهرهم فهموا باغتياله فمنعهم أبو طالب من ذلك وقال فيه:
حميت الرسول رسول الآله * بيض تلالا مثل البروق أذب وأحمي رسول الآله * حماية عم عليه شفيق ثم ذكر في المناقب (ج 1 ص 43 (وقال: وأنشد (أبو طالب عليه السلام) وقال:
يقولون لي دع نصر من جاء بالهدى * وغالب لنا غلاب كل مغالب وسلم إلينا أحمدا واكفلن لنا * بنيا ولا تحفل بقول المعائب فقلت لهم الله ربي وناصري * على كل باغ من لوي بن غالب (قال المؤلف) لا يخفى على أي عاقل تارك للتعصب تصريحات أبي طالب عليه السلام برسالة ابن أخيه وإظهاره الايمان به علاوة على ما أظهره من أنه يحاميه ولا يترك أحدا يؤذيه كائنا من كان، ولا يخفى أيضا على من راجع تاريخ حياة أبي طالب عليه السلام وما كان يبديه عليه السلام في نصرة ابن أخيه رسول الله صلى الله عليه وآله وأن ما ذكره في المناقب ذكره غيره من علماء أهل السنة، وهم جماعة غير أنهم ذكروا القضية ولم يذكروا أشعار أبي طالب عليه السلام المتقدمة.
(منهم) ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي فإنه خرج في شرحه لنهج البلاغة (ج 14 ص 55) وقال: قال محمد بن إسحاق: ثم إن قريشا