عليه وآله وسلم وصلب والد علي عليه السلام كانا طاهرين، ولم يكونا طاهرين لو كانا على ما كانت عليه قريش من عبادة الأصنام، فان صلب عابد الأصنام لا يكون طاهرا لأنه مشرك، قال تعالى في كتابه الحكيم (إنما المشركون نجس)، ومما يدل على علو مقام أبي طالب عليه السلام علاوة على إيمانه ما يأتي.
(قال المؤلف): ومما يدل على أن أبا طالب عليه السلام كان مؤمنا برسالة ابن أخيه محمد صلى الله عليه وآله عارفا بمقامه الخطبة التي ألقاها عليه السلام عند تزويجه صلى الله عليه وآله بخديجة عليها السلام وقد خرج ذلك أغلب المؤرخين عند ذكرهم ما جرى في تزويجه بأم المؤمنين خديجة عليها السلام.
(منهم) ابن أبي الحديد الشافعي فقد خرج في شرحه لنهج البلاغة (ج 14 ص 70) طبع ثاني، ما هذا نصه:
قال: وخطبة النكاح مشهورة خطبها أبو طالب عند نكاح محمد صلى الله عليه وآله خديجة، وهي، قوله:
الحمد الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وجعل لنا بلدا حراما، وبيتا محجوجا، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن محمدا ابن عبد الله أخي، من لا يوازن به فتى من قريش إلا رجح عليه برا وفضلا وحزما وعقلا، ورأيا، ونبلا وإن كان في المال قل، فإنما المال ظل زائل، وعارية مسترجعة، وله في خديجة بنت خويلد رغبة، ولها فيه مثل ذلك، وما أحببتم من الصداق فعلي، وله والله بعد نبأ شائع وخطب جليل (ثم قال ابن أبي الحديد) قالوا، أفتراه، يعلم نبأه الشائع وخطبه الجليل (وهو رسالته وبعثته) ثم يعانده ويكذبه، وهو (أي أبو طالب) من أولي الألباب، هذا غير سائغ في العقول (ثم قال):