أولا تفارقه، قالوا: ما رأيناها فارقته قط، وسأله عن نومه فقال:
تنام عيناي ولا ينام قلبي، قال: وفيه بعد قوله كائن لابن لأخيك هذا شأن نجده في كتبنا وما ورثنا من آبائنا وقد أخذ علينا مواثيق قال أبو طالب: من أخذ عليكم المواثيق قال: الله أخذا علينا ونزل به على عيسى ابن مريم، قال: وأخرج ابن سعد مثله بطوله عن داود بن الحصين، وفيه إن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم كان ابن ثنتي عشرة سنة (أي حين سافر مع عمه إلى الشام)، وفي تاريخ أبي الفداء (ج 1 ص 119) قال كان عمر رسول الله صلى الله عليه وآله إذ ذاك ثلاث عشرة سنة وفي تاريخ اليعقوبي (ج 2 ص 10، قال خرج به (عمه أبو طالب) إلى بصرى من أرض الشام وهو ابن تسع سنين، قال: والله لا اكلك إلى غيري وفي التاريخ الكبير للطبري (ج 2 ص 195) خرج نحوه وقال:
خرجه هشام بن محمد، وفي أسنى المطالب (ص 13) أخرج ذلك وقال إن أبا طالب سافر إلى الشام وكان عمر النبي صلى الله عليه وآله إذ ذاك تسع سنين فصحبه معه فرآه بحيرا الراهب بفتح الباء ورأي فيه علامات النبوة فأخبر عنه أبا طالب وأمره بارجاعه إلى مكة مخافة عليه من اليهود، فرده إلى مكة.
(وفي الخصائص أيضا ج 1 ص 85) قال: أخرج أبو نعيم عن علي قال: خرج أبو طالب في تجارة إلى الشام في نفر من قريش وأخذ معه النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فلما أشرفوا على بحيرا الراهب في وقت قيظ وحر رفع الراهب بصره فإذا غمامة تظل النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم من بين من معه من الشمس فصنع بحيرا طعاما ودعاهم إلى صومعته فلما دخل النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم الصومعة أشرقت الصومعة نورا فقال بحيرا: هذا نبي الله الذي يرسله من العرب إلى الناس كافة.