معين؟ قال: نعم، وسمى له القوم، فاتعدوا حطم الحجون الذي بأعلى مكة، فاجتمعوا هنالك وتعاهدوا على القيام في نقض الصحيفة، فقال زهير: أنا أبدؤكم فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم، وغدا زهير فطاف بالبيت ثم أقبل على الناس فقال: يا أهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يبتاعون ولا يبتاع منهم؟ والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة قال أبو جهل: كذبت والله لا تشق، قال زمعة بن الأسود أنت والله أكذب، ما رضينا بها حين كتبت، قال أبو البحتري: صدق زمعة لا نرضى بما كتب فيها، قال المطعم بن عدي: صدقتما وكذب من قال غير ذلك، وقال هشام بن عمرو نحوا من ذلك، قال أبو جهل: هذا أمر قضي بليل وأبو طالب جالس في ناحية المسجد، فقام المطعم إلى الصحيفة ليشقها فوجد الأرضة قد أكلتها الا ما كان باسمك اللهم (وهي كلمة) كانت تفتتح بها كتبهم وكان كاتب الصحيفة منصور ابن عكرمة فشلت يده وقيل كان سبب خروجهم من الشعب ان الصحيفة لما كتبت وعلقت بالكعبة اعتزل الناس بني هاشم وبني المطلب وأقام رسول الله صلى الله عليه وآله وأبو طالب ومن معهما بالشعب ثلاث سنين فأرسل الله الأرضة وأكلت ما فيها من ظلم وقطيعة رحم وتركت ما فيها من أسماء الله تعالى فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وآله فاعلمه بذلك، فقال النبي صلى الله عليه وآله لعمه أبي طالب، وكان أبو طالب لا يشك في قوله فخرج من الشعب إلى الرحم فاجتمع الملا من قريش، وقال: إن ابن أخي أخبرني أن الله أرسل على صحيفتكم الأرضة فأكلت ما فيها من قطيعة رحم وظلم وتركت اسم الله تعالى فأحضروها: فإن كان صادقا علمتم أنكم ظالمون لنا، قاطعون لأرحامنا وإن كان كاذبا علمنا انكم على حق وأنا على باطل، فقاموا سراعا وأحضروها فوجدوا الامر كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله
(٢٩)