عليه وآله وسلم وأحوال ولده علي بن أبي طالب قبل ولادتهما، وكان مؤمنا بهما، معترفا برسالة ابن أخيه محمد صلى الله عليه وآله ووصاية ولده له، ولذلك لما جمعهم النبي صلى الله عليه وآله يوم الانذار وأخبرهم بأنه رسول الله إليهم وأن عليا وصيه قبل ذلك أبو طالب ولم يتكلم ولم يرد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما رد عليه غيره فضحكوا على أبي طالب عليه السلام وقالوا له: ألا ترى ان محمدا يأمرك باتباع ولدك؟.
(بعض ما روي في بدء الشريعة المحمدية ومعرفة) (أبي طالب عليه السلام ذلك) (قال المؤلف) ومما يؤيد ما ذكرناه وهو معرفة أبي طالب عليه السلام بنبوة ابن أخيه صلى الله عليه وآله حديث أخرجه فقيه الحنابلة إبراهيم بن علي بن محمد الدينوري في كتابه، (نهاية الطلب وغاية السؤول في مناقب آل الرسول) باسناده عن طاووس عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله قال للعباس رضي الله عنه: ان الله أمرني باظهار أمري وقد أنبأني واستنبأني، فما عندك؟ فقال له العباس يا بن أخي تعلم أن قريشا أشد الناس حسدا لولد أبيك، وإن كانت هذه الخصلة كانت الطامة الطماء، والداهية العظيمة، ورمينا عن قوس واحد وانتسفونا نسفا، ولكن قرب إلى عمك أبي طالب فإنه كان أكبر أعمامك إن لا ينصرك ولا يخذلك ولا يسلمك، فاتياه فلما رآهما أبو طالب فقال: إن لكما لظنة وخبرا، ما جاء بكما في هذا الوقت؟ فعرفه العباس ما قال له النبي صلى الله عليه وآله، وما أجابه به العباس، فنظر إليه