فأطيعوه ترشدوا: (ثم قال) الدحلاني: قال الزرقاني: فانظر واعتبر كيف وقع جميع ما قاله (أبو طالب) من باب الفراسة الصادقة، وكيف هذه المعرفة التامة بالحق.
(قال المؤلف) خرج السيوطي هذه الرواية في الخصائص الكبرى (ج 1 ص 87) وقال: أخرج ابن سعد عن عبد الله بن ثعلبة بن صغير العذري: أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دعا بني عبد المطلب فقال (في وصيته لهم): لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد وما اتبعتموه، واتبعتم امره، فاتبعوه وأعينوه ترشدوا.
(قال المؤلف) ينظر الزرقاني وأمثاله إلى أبي طالب عليه السلام نظره إلى رجل عادي ولا يدري أنه عليه السلام وعبد المطلب كانا يقرءان الكتب السالفة وكانا يتصلان بالعباد والزهاد والأحبار والرهبان وكانوا يخبرونهما عن أحوال رسول الله صلى الله عليه وآله النبي الهاشمي وما يكون له في حياته من الشؤون والأحوال، ومع قطع النظر عن ذلك كله كان يظهر لهم في معاشرتهم مع الرسول الأكرم حال كونه في دارهم وحال كونهم معه يخدمونه من الأمور الغريبة والعلوم النافعة العجيبة ما لا يظهر لغيرهم لعدم اتصالهم به ومعاشرتهم إياه، فما أخبروا به من الأمور الغيبية ليست من الفراسة كما قال به الزرقاني، بل جميعه من تعليماته صلى الله عليه وآله لهم فان أبا طالب عليه السلام كان له من العمر على حسب بعض الروايات تسعون سنة أو أزيد قضى خمسون سنة أو أزيد من عمره عليه السلام مع ابن أخيه فعرف منه وتعلم علما كثيرا نافعا بين لأولاد عبد المطلب بعضه وللعرب بعضه الآخر بالمناسبة وبمقتضى الحال، تأمل في الوصية المتقدمة التي ذكرها زيني دحلان وقد تقدمت وأولها (يا معشر العرب) تأمل فيها غاية التأمل يتضح لك