لطلب المغفرة فإنهم عليهم السلام كانوا مؤمنين موحدين وماتوا على ذلك وإنما يشفع لهم ليكونوا معه وفي درجته، وشفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقبولة نافعة لمن شفع له سواء كان من أرحامه أو لبعيد منه، وينال المقام الرفيع في الجنة بذلك.
(وفي ذخائر العقبي) لمحب الدين الطبري الشافعي (ص 6) قال روي عن جابر بن عبد الله قال: كان لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خادم تخدمهم يقال لها بريرة، فلقيها رجل فقال لها: يا بريرة غطي شعيفاتك فان محمدا صلى الله عليه وآله وسلم لن يغني عنك من الله شيئا قالت: فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخرج يجر رداءه محمارة وجنتاه، وكنا معشر الأنصار نعرف غضبه بجر ردائه وحمرة وجنتيه، فاخذنا السلاح ثم أتينا فقلنا: يا رسول الله مرنا بما شئت، والذي بعثك بالحق نبيا لو أمرتنا بآبائنا وأمهاتنا وأولادنا لمضينا لقولك فيهم، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: من أنا؟ قالوا: أنت رسول الله، قال نعم، ولكن من أنا؟ قلنا: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف، قال صلى الله عليه وآله: أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من ينفض التراب عن رأسه ولا فخر، وأول داخل الجنة ولا فخر، وصاحب لواء الحمد ولا فخر، وفي ظل الرحمن يوم لا ظلا إلا ظله ولا فخر، ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع؟ بل تنفع حتى تبلغ حكم وحاء وهم إحدى قبيلتين من اليمين اني اشفع فاشفع حتى أن من اشفع له ليشفع فيشفع، حتى أن إبليس ليتطاول طمعا في الشفاعة (أخرجه ابن البختري).
(وخرج فيه أيضا ص 7) ما تقدم نقله عن ابن عمر من كتاب السيرة الحلبية (ج 1 ص 382) ولفظه يساوي لفظه، وقال: أخرجه