المسجد فقام عن يمينه يصلي معه فاجتاز أبو طالب بهما وهما يصليان، فقال يا محمد ما تصنع قال أعبد إله السماوات والأرض ومعي أخي علي يعبد ما أعبد، وأنا أدعوك إلى عبادة الواحد الاحد القهار فضحك أبو طالب حتى بدت نواجده وأنشأ يقول:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أغيب في التراب دفينا فاصدع بأمرك ما عليك عضاضة * وأبشر بذاك وقر منك عيونا ودعوتني وعلمت أنك ناصحي * ولقد دعوت وكنت ثم أمينا وفي رواية ودعوتني وزعمت انك ناصحي * ولقد صدقت وكنت ثم أمينا ولقد علمت بان دين محمد * من خير أديان البرية دينا (قال المؤلف) زاد ابن كثير على الأبيات بيتا آخر، ولا يخفى أن البيت الخامس الذي زاده ابن كثير وغيره كالقرطبي وأمثاله ليس من أبي طالب عليه السلام، قال العلامة البرزنجي وغيره انه موضوع أدخلوه في شعر أبي طالب وليس من كلامه، كما في أسنى المطالب (ص 18 طبع طهران سنة 1382 ه) (ثم قال) ولو قيل إنه من كلامه فيقال أتى به عليه السلام للتعمية على قريش وليوهم عليهم أنه معهم وعلى ملتهم، ولم يتابع محمدا ليقبلوا حمايته ويمتثلوا أوامره.
(وقال) العلامة الحجة الأميني دام بقاه بعد نقله الأبيات مع البيت الأخير ونعم ما قال قال: هب أن البيت الأخير من صلب ما نظمه أبو طالب عليه السلام فان أقصى ما فيه أن العار والسبة اللذين كان أبو طالب يحذرهما خيفة أن يسقط محله عند قريش فلا تتسنى له نصرة الرسول المبعوث صلى الله عليه وآله، إنما منعاه عن الإبانة والاظهار لاعتناق الدين وإعلان الايمان بما جاء به النبي الأمين، صلى الله عليه وآله