جميع ذلك فيما ذكرنا من اشعاره وأقواله، واما العمل بالأركان فلم يتظاهر به لمصلحة الوقت، ولأجل أن يتمكن من حفظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحفظ أتباعه، فلو تظاهر بالاعمال سقط عن الانظار، ولم يقبل قوله، ولم يتمكن من الدفاع عن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله فوافق عليه السلام قريشا في عدم الاخذ بأقوال ابن أخيه في الظاهر خدعة وسياسة لكي يتمكن من الدفاع عنه بتمام قواه، وبهذا القول صرح جمع من علماء أهل السنة الذين تركوا التعصب، وصرحوا بالحق والصواب قال ابن دحلان في السيرة النبوية المطبوعة بهامش السيرة الحلبية (ج 1 ص 100): قالت الشيعة باسلامه تمسكا بذلك الحديث (أي حديث شهادة العباس بأنه عليه السلام أتى بالشهادتين وتلكم بما أراد منه النبي صلى الله عليه وآله كما في تاريخ الخميس (ج 1 ص 338 وغيره) وبكثير من اشعاره، لكن مذهب أهل السنة على خلافه، ثم قال ابن دحلان:
وقد صرح إمام الأشاعرة الشعراني وجماعة آخرون من علماء أهل السنة باسلام أبي طالب عليه السلام، وذكره في السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية (ج 1 ص 100) وقال نقل الشيخ السحيمي في شرحه على شرح جوهرة التوحيد عن الامام الشعراني، والسبكي وجماعة: أن ذلك الحديث أعني حديث العباس ثبت عند بعض أهل الكشف وصح عندهم إسلامه (أي إسلام أبي طالب عليه السلام) وإن الله تعالى أبهم أمره بحسب ظاهر الشريعة تطييبا لقلوب الصحابة الذين كان آباؤهم كفارا، لأنه لو صرح لهم (النبي صلى الله عليه وآله) بنجاته مع كفر آبائهم وتعذيبهم لنفرت قلوبهم، وتوغرت وصدورهم، كما تقدم نظيره في الحديث الذي قال لابن أبي قال (الشعراني والسبكي ومن وافقهما): وأيضا لو ظهر لهم إسلامه لعادوه وقاتلوه مع النبي صلى الله عليه وآله، ولما تمكن