بالشهادتين بحضورهما مداراة لهما فلما انطلقا وذهبا نطق بهما، وأصغى إليه العباس فسمعه نطق بهما، ولهذا قال كما في الأحاديث السابقة ما كلمهم به، يعني أبا جهل ومن كان معه ولم يقل آخر ما تكلم به مطلقا فدل على أن قوله: هو علي ملة عبد المطلب، على أنه على التوحيد لان عبد المطلب كان على التوحيد كبقية آبائه عليه السلام كما حقق ذلك جلال الدين السيوطي وغيره في رسائل عديدة (قال): فأبهم أبو طالب عليهم الجواب ليرضيهم ظاهرا وهو يعلم أن عبد المطلب كان على التوحيد.
ومما يدل على علو مقام آباء النبي وآباء وصيه علي بن أبي طالب صلى الله عليهم أجمعين الأحاديث الآتية.
(قال المؤلف) قد تقدم القول بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين لامته في موارد عديدة وروي ذلك في أحاديث مختلفة أنهما ما زالا ينقلان من أصلاب طاهرة إلى أرحام مطهرة، وهذا الكلام صريح في أن آباءه وآباء وصيه وصهره وابن عمه علي بن أبي طالب جميعا كانوا مؤمنين موحدين لان صلب المشرك ورحم الكافرة والمشركة لا يكونان طاهرين (إنما المشركون نجس).
(بعض الأقوال الدالة على أن أبا طالب عليه السلام أتى بالشهادة عند موته وقد ذكر ذلك علماء أهل السنة ومن علماء أهل السنة الذين أخرجوا نطقه عليه السلام بالشهادتين عند الوفاة الشبراوي الشافعي في كتابه الاتحاف بحب الاشراف (ص 11) ولفظه يقرب من لفظ ابن هشام في السيرة.