قال نعم، أيها الملك، إنه كان لي ابن وكنت به معجبا، وعليه رفيقا واني زوجته كريمة من كرائم قومي آمنة بنت وهب فجاءت بغلام فسميته محمدا، مات أبوه وأمه، وكفلته أنا وعمه، فقال له سيف إن الذي قلت لك كما قلت، فاحفظه، واحذر عليه اليهود، فإنهم له أعداء ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا، ولولا أني أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير يثرب دار ملكي، فاني أجد في الكتاب الناطق، والعلم السابق، أن بيثرب استحكام أمره وأهل نصره وموضع قبره، (وفي تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 10) قال: روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله) أنه قال: إن الله يبعث جدي عبد المطلب أمة واحدة في هيئة الأنبياء وزي الملوك.
(قال المؤلف) فهل يبقى مجال للشك في إيمان عبد المطلب برسول الله صلى الله عليه وآله بعدما سمعه من سيف بن ذي يزن من أنه صلى الله عليه وآله نبي يرسل من بني هاشم وهو ابن ابن عبد المطلب عبد الله عليهم السلام، والحق أن يقال إن عبد المطلب وأبا طالب عليهما السلام آمنا به صلى الله عليه وآله قبل بعثته لما علموا من أحواله من أخبار سيف بن ذي يزن وقول الأحبار والرهبان وغيرهم، ولذلك، كانوا سلام الله عليهم يخبرون أولادهم وغيرهم بأنه صلى الله عليه وآله له نبأ عظيم وشأن جسيم وأنه يبلغ من الشرف ما لم يبلغه أي عربي قبله وبعده، وغير ذلك من كلماتهم الدالة على علو شانه ورفيع مقامه، واليك بعض ما أخبر به أبو طالب عليه السلام من أحوال النبي صلى الله عليه وآله.