في أحاديث مروية من كتب علماء أهل السنة، فمن راجع ما جمعناه من حياة أبي طالب عليه السلام ثبت له ما بيناه:
(وقال) السيد شمس الدين في كتاب (الحجة ص 28) بعد ختم الحديث الثاني ما هذا نصه (وحسبك) ان كنت منصفا منه هذا أن يسمح بمثل علي وجعفر ولديه وكانا من قلبه بالمنزلة المعروفة المشهورة لما يأخذان به أنفسهما من الطاعة له والشجاعة وقلة النظير لهما ان يطيعا رسول الله صلى الله عليه وآله فيما يدعوهما إليه من دين وجهاد وبذل أنفسهما ومعاداة من عاداه، وموالاة من والاه، من غبر حاجة إليه لا في مال ولا في جاه ولا غيره، لان عشيرته أعداؤه والمال فليس له مال. فلم يبق إلا الرغبة فيما جاء به من ربه، فهذا الحديث مروي عن الامام أبي جعفر عليه السلام فلقد بين حال أبي طالب فيه أحسن تبيين ونبه على إيمانه أجل تنبيه، ولقد كان هذا الحديث وحده كافيا في معرفة إيمان أبي طالب عليه السلام اسكنه الله جنته ومنحه رحمته، لمن كان منصفا لبيبا عاقلا أديبا.
(الحديث الثالث) في روضة الواعظين (ص 121) خرج بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: لما حضر أبو طالب (عليه السلام) الوفاة جمع وجوه قريش وأوصاهم فقال: يا معشر قريش، أنتم صفوة الله من خلقه، وقلب العرب، وأنتم خزنة الله في ارضه، وأهل حرمه، فيكم السيد المطاع، الطويل الذراع، وفيكم المقدم الشجاع، والواسع الباع إعلموا أنكم لم تتركوا للعرب في المفاخر نصيبا إلا حزتموه، ولا شرفا إلا أدركتموه، فلكم على الناس بذلك الفضيلة، ولهم به إليكم الوسيلة والناس لكم حرب على حربكم إلب، وإني أوصيكم بتعظيم هذه البنية