منكر لذلك، وتارة يصرح بأنه من المتوقفين في إيمان أبي طالب عليه السلام والذي يقوى في نظري أن ابن أبي الحديد لا يظهر عقيدته في الامر المتنازع فيه رعاية لأكثر علماء أهل نحلته حيث أنهم يصرحون بان أبا طالب عليه السلام لم يمت على الايمان برسول الله صلى الله عليه وآله بل مات وهو على دين أشياخه من قريش (عبد المطلب عليه السلام وأمثاله).
(قال المؤلف) بعد أن كتبت ما في نظري بالنسبة إلى ابن أبي الحديد عثرت على كلام لاحد المعاصرين، وهو العلامة المحقق المدقق الأستاذ الشيخ عبد الله الخنيزي دام بقاه، وقد وافق نظره نظري في أن ابن أبي الحديد يوجد في بياناته التناقض الصريح في الفقرة التي قبل أبياته وبعد أبياته، واليك نص كلامه في كتابه (أبو طالب مؤمن قريش ص 300).
قال حفظه الله وأيده: إننا لنجد التناقض صريحا في الفقرة التي قبل أبياته، فهو يقول: إنه تحرج عن الحكم باسلام أبي طالب لتلك الوقفة في نفسه، ولكنه لم يستجز العقود عن تعظيم من كان السناد لبناء صرح الاسلام الشموخ، ومن لولاه لما كانت للاسلام دعامة قائمة، وحقه واجب عى كل مسلم، في الدنيا وجد. أو كان في عالم الايجاد، حتى فناء الدنيا، وقيام يوم الدين.
فهذان ضدان لا يجتمعان، أبو طالب كافر، ولكنه لو لم يكن لما كان للاسلام دعامة، وبذلك له الحق المفروض في عنق كل من يمت للاسلام بسبب، فأي كافر هذا؟ ومن أين له هذا الحق الرجيح؟ هل كان من كفره؟ وكيف كان العضد والدعامة في بناء الاسلام، ذلك الكافر؟
ولكنه بعد ذلك كله كتب على الكتاب تلك الأبيات التي نطق بالحق فيها فراح يعرض لما قام به أبو طالب وابنه الامام، من رفيع العلم، وفذ النصرة، وهما دعامتا الاسلام اللتان لولاهما لما مثل الدين، وقامت له قائمة.