اشف عمي: فقام (أبو طالب عليه السلام) كأنما نشط من عقال، فقال يا بن أخي إن ربك ليطيعك. قال: وأنت يا عماه لئن أطعت الله ليطيعنك (ومنهم) جلال الدين السيوطي الشافعي فقد خرج هذه المعجزة في كتابه (الخصائص ج 1 ص 124) تحت عنوان (باب دعائه صلى الله عليه (وآله) وسلم لأبي طالب بالشفاء) وقال: أخرج ابن عدي، والبيهقي وأبو نعيم من طريق الهيثم بن حماد، عن ثابت، عن انس أن أبا طالب مرض فعاده النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال: يا بن أخي أدع ربك الذي تعبد أن يعافيني فقال: اللهم اشف عمي، فقام أبو طالب كأنما نشط من عقال، قال يا بن أخي إن ربك الذي تعبد ليطيعك، قال:
وأنت يا عماه لئن أطعت الله ليطيعك (ثم قال السيوطي تفرد به الهيثم وهو ضعيف.
(قال المؤلف) لا يفوتنك التحريف والزيادة التي زادها جلال الدين في حديثه فان الحديث الذي خرجه في الإصابة خال من هذه الزيادة وهذا التحريف إذ فيه (أدع ربك الذي بعثك) وليس فيه (ادع ربك الذي تعبد) وإنما غير الحديث وزاد عليه كلمة (تعبد) لغاية معلومة يعرفها كل من طالع حياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وتاريخ حياة أمير الشام وهي تحصيل رضا أمير الشام وسائر بني أمية وأمثالهم ولا يخفى أن جواب النبي لعمه عليه السلام جواب مهم عظيم، وقد ورد ذلك في الكلمات القدسية وهي الكلمات التي خوطب بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما عرج به إلى السماء، ومن جملتها ما كلمه الله بها بقدرته وهو قوله تعالى عز وجل: (عبدي أطعني تكون مثلي (أو مثلي) أقول للشئ كن فيكون وتقول للشئ كن فيكون) فالنبي الأكرم بين لعمه المكرم: أنه إن أطاع الله يكن مثله في أن الله يستجيب دعاءه