أبدا، ثم أنشد الأبيات المتقدمة.
(قال المؤلف) خرج الأبيات المتقدمة جمع كثير من علماء السنة والامامية عليهم الرحمة غير من تقدم ذكرهم، ومن علماء السنة الذين أخرجوا الأبيات القرطبي في تفسيره (ج 6 ص 406) فإنه خرجها مع اختلاف قي بعض كلماتها وهذا نصها.
والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * إبشر بذاك وقر منك عيونا ودعوتني وزعمت انك ناصحي * فلقد صدقت وكنت قبل أمينا وعرضت دينا قد عرفت بأنه * من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة * لوجدتني سمحا بذاك يقينا (قال المؤلف) هذه الألفاظ أوضح وأصرح في الاعتراف بنبوة سيد المرسلين، ولا فرق في الاعتراف بالاسلام في النثر أو الشعر، فأبو طالب عليه السلام في شعره هذا اعترف بصدق ما جاء به ابن أخيه محمد صلى الله عليه وآله والاعتراف هو الاسلام، ولكن يعتذر عليه السلام من المشاركة معه في العبادة والصلاة في الظاهر حتى يتمكن من حفظه وحفظ أصحابه فحاله عليه السلام حال أصحاب الكهف الذين كانوا يخفون الاسلام والتدين بدين نبي عصرهم الذي كان يجب عليهم اتباعه فأعطاهم الله اجرهم مرتين.
(ومنهم) الزمخشري في تفسير الكشاف ج 1 ص 448 فقد خرج الأبيات، وقال في مقدمتها: روي أنهم (أي كفار قريش) اجتمعوا إلى أبي طالب وأرادوا برسول الله صلى الله عليه وآله سوء فقال الأبيات، ولفظه يقرب من لفظ القرطبي، وفيه اختلاف، وهذا نصه:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا