بالشهادتين أيضا في خطبه وأشعاره مرارا عديدة، وقد تقدم جميع ذلك (ومنها) ما تكلم به في آخر حياته وعند وفاته وذلك لما طلب منه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الاتيان بالشهادتين للفوز بالمقامات العالية لا للدخول في الاسلام كما تخيله بعض الجاهلين بأحوال سيد قريش وأول مؤمن منها بعد عبد المطلب عليهما السلام، وقد تقدم تفصيل ذلك أيضا وذكرنا القائلين به.
(وقال) العلامة الحجة شيخنا الأميني دام الله بقاه في كتاب (الغدير) ج 7 ص 367) بعد ذكره الوصية برواية جمع من علماء أهل السنة في سبب عدم إظهاره عليه السلام التكلم بالشهادتين كما أظهره أخوه حمزة وولداه عليهم السلام ما هذا نصه:
في هذه الوصية الطافحة بالايمان والرشاد دلالة واضحة على أنه عليه السلام إنما أرجأ تصديقه باللسان إلى هذه الآونة التي يئس فيها عن الحياة حذار شنان قومه المستتبع لانثيالهم عنه، المؤدي إلى ضعف المنة وتفكك القوى. فلا يتسنى له حينئذ. الذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن كان الايمان به مستقرا في الجنان من أول بومه (كما أشرنا إليه) لكنه (عليه السلام) لما شعر بأزوف الاجل، وفوات الغاية المذكورة، أبدى ما أجنته أضلاعه فأوصى بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بوصيته الخالدة.
(الحديث الرابع) (وصية أخرى) من مؤمن قريش وشيخ الأبطح ورئيسها المطاع أبي طالب عليه السلام خرجها جمع كثير من علماء أهل السنة (منهم) ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج 1 ص 123) وجلال الدين السيوطي