فاز - مع الخواص النبوية - بدرجة الختمية، فعلى ما قد قاله شريكنا السالف شيخ فلاسفة الإسلام في إلهيات الشفاء (1) كاد يصير ربا إنسانيا، يكاد (2) أن تحل عبادته بعد طاعة الله تعالى، وهو سلطان ساهرة العالم الأرضي، وخليفة الله فيها، ودرجة عقله القدسي المستكمل بالفعل عالما عقليا - وهو آخر سلسلة العود إلى مبدأ الوجود، ومعاده تعالى شأنه - درجة أكرم المبدعات أعني العقل الذي هو أول سلسلة البدو في الصدور عنه جل سلطانه.
فلعله (صلى الله عليه وآله) لحاظا لذلك قال مرة: " أول ما خلق الله العقل ". (3) وأخرى: " أول ما خلق الله نوري " (4) وتتلو مرتبته في عرض تلك الدرجة مرتبة وصيه وخليفته وحافظ دينه عليه الصلاة والسلام؛ فلذلك قال (صلى الله عليه وآله): " أنا وعلي من نور واحد ". (5) وما أوردناه - من عرض الحكمة وشمولها المراتب جميعا - قد وردت به الأخبار عن أصحاب القدس والعصمة (عليهم السلام)، فمن طريق الكافي في كتاب الإيمان والكفر، (6) ومن طريق الصدوق، عروة الإسلام، أبي جعفر بن بابويه رضي الله تعالى عنه في كتاب الخصال، (7) وفي كتاب التوحيد جميعا في الصحيح عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن عذافر، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض أسفاره إذ لقيه ركب، فقالوا: السلام عليك يا رسول الله، فقال: ما أنتم؟ فقالوا: نحن مؤمنون يا رسول الله، فقال: فما حقيقة إيمانكم؟ قالوا: