أرسله على حين فترة من الرسل، وطول هجعة من الأمم، وانتقاض من المبرم، فجاءهم بتصديق الذي بين يديه، والنور المقتدى به، ذلك القرآن فاستنطقوه، ولن ينطق، ولكن أخبركم عنه: ألا إن فيه علم ما يأتي، والحديث عن الماضي، ودواء دائكم، ونظم ما بينكم. (1) وقال في خطبة أخرى له (عليه السلام):
أرسله على حين فترة من الرسل، وطول هجعة من الأمم، واعترام (2) من الفتن، وانتشار من الأمور، وتلظ من الحروب، والدنيا كاسفة النور، ظاهرة الغرور، على حين اصفرار من ورقها، وإياس من ثمرها، واغورار من مائها، قد درست أعلام الهدى، وظهرت أعلام الردى، (3) فهي متجهمة (4) لأهلها، عابسة (5) في وجه طالبها، ثمرها الفتنة، وطعامها الجيفة، وشعارها الخوف، ودثارها السيف. فاعتبروا يا عباد الله، واذكروا تيك التي آباؤكم وإخوانكم بها مرتهنون، وعليها محاسبون. (6) قلت: باع (7) المقام قاصر عن شرح دقائق عباراته الحكيمة، وذرع المجال ضائق عن كشف حقائق إشاراته الكريمة، وكيف؟ وكأن فني المعاني والبيان بجملتهما شطر من تقرير بلاغة قوله، ونزر (8) من تفسير صياغة كلامه صلوات الله وصلوات