روائها، فطفقت ألسن أفئدتهم تلح علي بالاقتراح، وأخذت ألسنة مسألتهم تقترح علي بالإلحاف في الإلتحاح، وكلما أبيت إلا المدافعة، أبوا إلا المراجعة، وحيث أعيتني التعاذير، وعيت بي المعاذير، فبإذن الله سبحانه أجبتهم إلى مقترحهم، ونهجت بهم السبيل إلى صرحة (1) الحق من مطرحهم، (2) وشرحت المشكلات، وأزحت المعضلات، وفككت العقد، وهتكت الأستار، وجليت الخرائد، (3) وبحت (4) بالأسرار في تعليقات أوان المدارسة تجري مجرى الحواشي، ومعلقات تستكشط (5) عن محيا الحقيقة الغواشي، فانتشرت في الأقطاع، واشتهرت في الأصقاع، فعبت (6) من مشاربها العطشى الشارفون (7) عبا، واستحبتها الراضة العارفون حبا، ولقد وقعت إلى أفاخم العلماء، وأكارم الفضلاء فآنقتهم إيناقا، وأشرقت على مطارح أنظارهم إشراقا، فتلمسوا (8) مني - بل أشاروا إلي أن أجمعها جمعا وتدوينا، وأنظمها نظما
(٢٦)