الرضا (عليه السلام)، كان يصلي كل يوم مائة وخمسين (1) ركعة، ويصوم في السنة ثلاثة أشهر، ويخرج زكاة ماله كل سنة ثلاث مرات؛ لما قد سبق من التعاقد بينه وبين عبد الله بن جندب وعلي بن النعمان في بيت الله الحرام وفاءا لهما بذلك، وكل شيء من البر والصلاح يفعله لنفسه كان يفعله عن صاحبيه. (2) وقد قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام) فيه:
ماذئبان ضاريان (3) في غنم غاب عنها رعاؤها بأضر في دين المسلم من حب الرءاسة، لكن صفوان لا يحب الرءاسة. (4) " والرعاء " - بكسر الراء قبل العين المهملة وبالمد - جمع راع. (5) ومنه في التنزيل الكريم: (حتى يصدر الرعآء وأبونا شيخ كبير). (6) وأما الذي بمعنى صوت الإبل، فهو بالضم وبالغين المعجمة. ومن العجيب الغريب وقوع بعض شهداء المتأخرين هناك في ذهول ثقيل ومساهاة كبيرة. (7) وبالجملة: من الثابت المستبين أن صفوان بن يحيى - رضوان الله تعالى عليه - ليس يروي الحديث عن أبي عبد الله (عليه السلام) إلا بسند صحيح، وأن إسقاطه الواسطة أبلغ وأقوى في التصحيح من توسيط واحد معين منصوص عليه بالتوثيق، وإن ذلك من قبل صفوان بن يحيى كاد لا يخرج الحديث عن الصحة الحقيقية إلى الصحية، فضلا عن إخراجها عن دائرة الصحة راسا.