وقد وقف المديح بمنتهاه * وغايته وصار إلى المصير إلى من لا يشير إلى سواه * إذا ذكر الندى كف المشير قال مروان فوددت أنه قد أخذ جائزتي وسكت وعجبت من تخلصه إلى تلك القوافي ثم ذكر ولد أمير المؤمنين علي عليه السلام فأحسن التخلص.. ورأيت هارون يعجب بذلك فقال يدلك في رقاب بنى على * ومن ليس بالمن اليسير فإن شكروا فقد أنعمت فيهم * وإلا فالندامة للكفور (1) مننت على ابن عبد الله يحيى * وكان من الحتوف على شفير وقد سخطت لسخطتك المنايا * عليه فهي خاتمة النشور ولو كافأت ما اجترحت يداه * دلفت له بقاصمة الظهور ولكن جل حلمك فاجتباه * على الهفوات عفو من قدير فعاد كأنه لم يجن ذنبا * وقد كان اجتنى حسك الصدور وإنك حين تبلغه أذاة * وإن ظلموا لمحترق الضمير وإن الرشيد قال لما سمع هذا البيت هذا والله معنى كان في نفسي وأدخله بيت المال وحكمه فيه.. عدنا إلى الخبر قال مروان وكان هارون يتبسم ويكاد يضحك للطف ما سمع ثم أرمأ إلى أن أنشد فأنشدته قصيدتي التي أقول فيها
(١٨٥)