شعره وهو يعنى به أمير المؤمنين عليا عليه السلام ما أنشدناه محمد بن الحسن بن دريد النمري آل رسول خيار الناس كلهم * وخير آل رسول الله هارون رضيت حكمك لا أبغى به بدلا * لان حكمك بالتوفيق مقرون .. وروى أن أبا عتيمة الشيعي لما أوقع بأهل ديار ربيعة أوفدت ربيعة وفدا إلى الرشيد فيهم منصور النميري فلما صاروا بباب الرشيد أمرهم باختيار من يدخل عليه منهم فاختاروا عددا بعد عدد إلى أن اختاروا رجلين أحدهما النميري ليدخلا ويسألا حوائجهما وكان النميري مؤدبا لم يسمع منه شعر قط قبل ذلك ولاعرف به فلما مثل هو وصاحبه بين يدي الرشيد قال لهما قولا ما تريدان فأنشد النميري ما تنقضى حسرة منى ولاجزع قال له الرشيد قل حاجتك وعد عن هذا.. فقال إذا ذكرت شبابا ليس يرتجع وأنشده القصيدة حتى أتى إلى قوله ركب من النمر عاذوا بابن عمهم * من هاشم إذ ألج الأزلم الجذع متوا إليك بقربي أنت تعرفها * لهم بها في سنام المجد مطلع إن المكارم والمعروف أودية * أحلك الله منها حيث تنتجع إذا رفعت امرأ فالله رافعه * ومن وضعت من الأقوام متضع نفسي فداؤك والابطال معلمة * يوم الوغى والمنايا بينهم قرع حتى أتى إلى آخرها فقال له ويحك ما حاجتك فقال يا أمير المؤمنين أخربت الديار وأخذت الأموال وهتك الحرم فقال اكتبوا له بكل ما يريد وأمر له بثلاثين ألف درهم واحتبسه عنده وشخص أصحابه بالكتب ولم يزل عنده يقول الشعر فيه حتى استأذنه في الانصراف فأذن له ثم اتصل بالرشيد قوله
(١٨٧)