خلوا الطريق لمعشر عاداتهم * حطم المناكب كل يوم زحام (1) حتى أتيت على آخرها فوالله ما عاج ذلك الرجل يعنى النميري بشعري ولاحفل به.. ثم وأنشده منصور يومئذ إن لهارون إمام الهدى * كنزين من أجر ومن بر يريش ما تبرى الليالي ولا * تريش أيديهن ما يبرى كأنما البدر على رحله * ترميك منه مقلتا صقر وأنشده أيضا ولمن أضاع لقد عهدتك حافظا * لوصية العباس بالأخوال .. قال مروان وأخلق به أن يغلبني وأن يعلو على عنده فإني ما رأيت أحسن من تخلصه إلى ذكر الطالبين.. وأخبرنا المرزباني قال حدثنا أبو عبد الله الحكيمي قال حدثني يموت بن المزرع قال حدثني أبو عثمان الجاحظ قال كان منصور النميري ينافق الرشيد ويذكر هارون في شعره ويريه أنه من وجوه شيعته وباطنه ومراده بذلك علي بن أبي طالب عليه السلام لقول النبي عليه الصلاة والسلام أنت منى بمنزلة هارون من موسى إذ وشى به عنده بعض أعدائه وهو العتابي فقال يا أمير المؤمنين هو الله الذي يقول متى يشفيك دمعك من همول * ويبرد ما بقلبك من غليل وأنشده أيضا شاء من الناس راتع هامل * يعللون النفوس بالباطل ومنصور يصرح في هذه القصيدة بالعجائب فوجه الرشيد برجل من فزارة وأمره أن يضرب عنق منصور حيث تقع عينه عليه فقدم الرجل ورأس عين من بعد موت منصور بأيام قلائل.. قال المرزباني ويصدق قول الجاحظ أن النميري كان يذكر هارون في
(١٨٦)