ما كان أحسن قول الناس يومئذ * أيوم بابك هذا أم هو العيد صيرت جثته جيدا لباسقة * جرداء والرأس منه ما له جيد فآض يلعب هوج العاصفات به * على الطريق صليبا طرفه عود كأنه شلو كبش والهواء له تنور شاوية والجذع سفود .. وكان لا ينبغي أن يطعن على أبيات أبى تمام من يستجيد هذه الأبيات ويفرط في تقريظها وليت من جهل شيئا عدل عن الخوض فيه والكلام عليه فكان ذلك أستر عليه وأولى به وأبيات أبى تمام في نهاية القوة وجودة المعاني والألفاظ وسلامة السبك واطراد النسج.. وأبيات ابن المهدى مضطربة الألفاظ مختلفة النسج متفاوتة الكلام وما فيها شئ يجوز أن يوضع اليد عليه إلا قوله حتى علا حيث لا ينحط مجتمعا * كما علا أبدا ما أورق العود وبعد البيت الأخير وإن كان بارد الألفاظ فقد أحسن مسلم بن الوليد في قوله ما زال يعنف بالنعمى ويغمطها * حتى استقل به عود على عود نصبته حيث ترتاب الظنون به * ويحسد الطير فيه أضبع البيد وللبحتري في هذا المعنى من قصيدة يمدح بها أبا سعيد أولها لادمنة بلوى خبت ولا طلل * يرد قولا على ذي لوعة يسل إن عز دمعك في آي الرسوم فلم * يصب عليها فعندي أدمع بلل هل أنت يوما معيرى نظرة فترى * في رمل يبرين عيرا سيرها رمل حثوا النوى بحداة ما لها وطن * غير النوى وجمال ما لها عقل يقول فيها أمسى يرد حريق الشمس جانبه * عن بابك وهي في الباقين تشتعل
(١٥٩)