الله ربهما وآتاهما صالحا راجعتين إلى من أشرك ولم يتعلق بآدم وحواء عليهما السلام من الخطاب إلا قوله (خلقكم من نفس واحدة) لان الإشارة في قوله (خلقكم من نفس واحدة) إلى الخلق عامة.. وكذلك قوله تعالى (وجعل منها زوجها) .. ثم خص منها بعضهم كما قال تعالى (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة) فخاطب الجماعة بالتسيير في البر والبحر ثم خص راكب البحر بقوله تعالى (وجرين بهم بريح طيبة) كذلك هذه الآية أخبرت عن جملة أمر البشر فأنهم مخلوقون من نفس واحدة وزوجها آدم وحواء عليهما السلام .. ثم دعى الذكر اي الذي سأل الله تعالى ما سأل فلما أعطاه إياه ادعى الشركاء في عطيته.. وقل جائز أن يكون عنى بقوله هو الذي خلقكم من نفس واحدة المشركين خصوصا إذ كان كل بني آدم مخلوقا من نفس واحدة.. ويجوز أن يكون المعنى في قوله تعالى (خلقكم من نفس واحدة) خلق كل واحد منكم من نفس واحدة وهذا يجئ كثيرا في القرآن وفى كلام العرب قال الله تعالى (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة) والمعنى فاجلدوا كل واحد ثمانين جلدة وقال (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها) فلكل نفس زوج وهو منها أي من جنسها فلما تغشي كل نفس زوجها حملت حملا خفيفا وهو ماء الفحل فمرت به أي مارت والمور التردد والمراد تردد هذا الماء في رحم هذه الحامل فلما أثقلت
(١٤٢)