جاورني في ضيعتي فساومني أن أبيعه إياها فامتنعت لان معيشتي منها، وقوت عيالي. فغصبني عليها. فقال له المنصور: فأي شئ دعوت به قبل أن يصل إليك رسولي؟ قال قلت: اللهم إنك حليم ذو أناة ولا صبر لي على أناتك.
فقال المنصور للربيع: أشخص إلى هذا العامل وأحسن أدبه وانتزع الضيعة من يده وسلمها إلى هذا المجوسي وابتع من العامل ضيعته وسلمها إليه أيضا ففعل الربيع ذلك كله في بعض نهار وانصرف المجوسي وقد فرج الله عنه وزاده وأحسن إليه * وجدت في كتاب حديث القاسم بن كرسوع صاحب أبى جعفر بخبره وقال: إن ابن أبي عون صاحب الشرطة قد وعد مخبره أن يجيئه للإقامة عنده والشرب مصطبحا على ستارته في يوم ثلاثاء فأبطأ عنه وتعلق قلب مخبره بتأخره فبعث غلاما له في طلبه وتعرف خبره فعاد إلى مخبره، وقال: وجدته في مجلس الشرطة يضرب رجلا بالسياط وقد ذكر أنه يجئ الساعة. فلما كان بعد ساعة جاء ابن أبي عون. فقال له أبو جعفر: قد وعدتني ببكورك وشغلتني بتأخرك فما سبب ذلك؟ فقال إني رأيت البارحة في منامي كأني بكرت بليل لأجيئك وليس معي سوى غلام واحد، فسرت في خراب إسحاق بن إبراهيم بن مصعب لاجئ إلى رحبة الجسر فإني لأسير في القمر إذ رأيت شيخا بهيا نظيف الثوب وعلى رأسه قلنسوة لاطية وفى يده عكاز فسلم على وقال: إني أرشدك على ما فيه مثوبة لك. في حبسك شيخ مظلوم وافى البارحة من المداين في وقت ضيق فإنهم أنه قتل رجلا وهو برئ من دمه وقد ضرب وحبس، وقاتل الرجل غيره وهو في غرفة وسطى من ثلاث غرف مبنية على طاق التك بالكرخ واسمه فلان بن فلان ابعث من يأخذه فإنك ستجده عريان سكران وفى يده سكين مخضبة بدم، فاصنع ما ترى به وأطلق الشيخ البائس. فقمت فانتبهت فركبت وسرت حتى وافيت رحبة الجسر فقلت ما حدث في هذه الليلة؟ فقالوا: وجدنا هذا القتيل وهذا الشيخ معه فضربناه فلم يقر فرأيت به أثر ضرب عظيم فسألته عن خبره. فقال أنا معروف بالمداين بسلامة الطريقة ومعاشي التغيح أنفذني فلان بن فلان إلى فلان بن