في منامي فقال لي: أعط فلان بن فلان العطار بالكرخ أربعمائة دينار يصلح بها شأنه فكنت اليوم طول نهاري في طلبك وما عرفك أحد. فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني البارحة في منامي فقال لي كيت كيت.
قال فبكى علي بن عيسى وقال أرجو أن تكون هذه عناية من رسول الله صل الله عليه وسلم بي. ثم قال: هاتوا ألف دينار فجاء بها عينا فقال خذ أربعمائة دينار امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وستمائة دينار هبة منى لك: فقلت ما أحب أن أزداد على عطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أرجوا البركة فيه لا فيما عداه. فبكى علي بن عيسى وقال: هذه ألف دينار فخذ ما بدا لك. فأخذت أربعمائة دينار وانصرفت فقصصت قصتي على صديق لي وأريته الدنانير وسألته أن يقصد غرمائي ويخبرهم ويتوسط بيني وبينهم ففعل ذلك فقالوا: نؤخر بالمال ثلاث سنين فليفتح دكانه فقلت لأولئك تأخذون منى الثلث في كل سنة فأعطيتهم مائتي دينار وفتحت دكاني بالمائتي الباقية فما حال الحول إلا ومعي ألف دينار، فقضيت ديني كله وما زال مالي يزيد وحالي يصلح إلى الآن * والآخر حدثني به أبو الحسن علي بن يوسف الأزرق التنوخي، قال: حدثني أبو القاسم بن مأجور المنجم، قال: حججت فرأيت عند طاهر ابن يحيى العلوي بالمدينة رجلا خراسانيا كان يحج في كل سنة فإذا دخل المدينة جاء إلى طاهر بن يحيى فأعطاه مائتي دينار من ماله كانت كالجراية له منه. فلما كان سنة قبل ذلك جاء يريد داره ليعطيه المال فاعترضه رجل من أهل المدينة فسب عنده طاهرا وقال: تضيع دنانيرك التي تدفعها إليه وهذا يأخذ منك ومن غيرك فيصرفه فيما يكرهه الله عز وجل فيفعل ويصنع؟ وتكلم فيه بكل قبيح قال الخراساني: فلما سمعت ذلك عرضت نفسي عن دفع شئ إليه وتصدقت بالدنانير وخرجت من المدينة فلم ألقه، فلما كان في العام الثاني دخلت المدينة فتصدقت بما كنت أريد أن أتصدق به وطويت طاهرا فلم أمض إليه. فلما كان في العام الثالث تأهبت للحج فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي وهو يقول: ويحك قبلت في ابني طاهر بن يحيى